قلبي يعاني بشكلٍ مريعٍ. اليومَ كلُّ يومٍ هو الأَسوأُ. أشعرُ أنني لا أشعرُ، كما أنني أعجزُ عن البكاءِ. كلُّ شيءٍ لم يعد كما كان، وكلُّ شيءٍ ليس طبيعيًا، وهذا مرهقٌ جدًّا. أشعرُ بأنني لا أستطيعُ مواكبة جسدي؛ لا أستطيعُ التنفُّسَ كما في السابقِ. بالكادِ أتنفَّسُ لأنجو، لا لأشعرَ برئتيَّ أو لأشعرَ بأنني حيٌّ. العالمُ ليس بالسوءِ الذي أعيشهُ في عقلي، ولن يكن بالبشاعةِ التي يعاني منها عقلي دائمًا. واليوم، وبعد مضيِّ الكثيرِ من الأشهرِ في محاربة ذلك الشعورِ وحدي، أشعرُ أنها لم تكن محاولاتِ تغييرٍ بل محاولاتِ هربٍ، ومحاولاتِ إيقافِ هذه المعاناةِ ليسَ إلاَّ.
أشعرُ أنَّ الألمَ يجتاحني، ينتشرُ ويثبتُ بداخلي لينمو، ينهشُ ما تبقَّى لي منِّي، يلتهمُ كلَّ شيءٍ بداخلي، وبالكاد أستطيع أن أشعرَ بنفسي.