أتَحَسَّسُ وجهي وجسدي بينَ الحينِ والآخرِ أشعرُ أنَّهُ هناك شيءٌ تحتَ ذلكَ الجلد، وإنَّ تلك الروح لم تُخلَقْ لهذا الهراء، وإنَّ ذلك الماء سأستطيعُ يومًا إمساكه دونَ أن ينزلقَ من يدي.
ما عدتُ أصرخُ، ولكن قلبي اعتادَ الألمَ. باتتِ الأشياءُ لا تُبهجُني. في معظمِ الأحيانِ لا أريدُ سوى الانتشاءِ لأُريحَ ذلكَ الجسدَ، ولتهدأَ تلكَ الأعصابُ. ولكن سيظلُّ خوفي الأكبرُ أنْ أعتادَ المخدرَ، فتأتيَ الفوضى مجددًا.
أعلم يا صديقي، إنها فترات وتنقضي، وستعم البهجة مجدداً. أحاول بقدر الإمكان، ولكن كانت سنين طويلة من الألم، حتى أنني أخبرك بما تريده الآن، ليس بما أشعر.
أشعرُ أنَّ الألمَ يجتاحني، ينتشرُ ويثبتُ بداخلي لينمو، ينهشُ ما تبقَّى لي منِّي، يلتهمُ كلَّ شيءٍ بداخلي، وبالكاد أستطيع أن أشعرَ بنفسي.
أشعرُ بالاحتراق، كلُّ شيءٍ يحترق بجانبي… كلُّ شيء. أستيقظُ من نومي في حالةٍ من الذعر، وأشعرُ بالألم مع كلِّ نفسٍ يخرجُ من صدري. والآن، كلُّ شيءٍ من حولي فاسد، كلُّ شيءٍ يدفعني نحو نهايةٍ لا أستحقها، ولكنَّ الألمَ يدفعني إليها بمنتهى السرعة.