ليست مشكلة العالم الإسلامي اليوم بصدد تطبيق الإسلام, أن أحكام الحدود غير مطبقة فيه أو أن المسلمون يتعاملون بالربا, أو أن أنظمتهم مستوردة من الغرب أو الشرق. وإنما المشكلة الكبرى أن أكثر المسلمون فيه ضائعون عن هوياتهم, غافلون عن مصيرهم, لم يرسخ في ضمائرهم بعد معنى كونهم عبيداً لله عز وجل, وأنهم مجرد سلعة في بضاعة الرحمـٰن, وأن في أعناقهم بيعة كبرى لمالكهم عز وجل. فتسلل سلطان الأهواء إلى نفوسهم, وران ظلام الشهوات على قلوبهم, فمهما غرست في ساحات هذه النفوس أحكاماً و أنظمة إسلامية, لا بد أن يكون مصيرها الذبول والإنمحاق.
وإنما تحل المشكلة, بإيقاظ العقول الى حقيقة هذا الكون وماوراءه ومابعده, وبإيقاد سرج الإيمان الحقيقي باللّه عز و جل في طوايا النفوس المظلمة, ثم تغذية هذا الإيمان بغذاء الذكر و العبادة, الى أن تستيقظ في الجوانح مشاعر الرغبة والرهبة, و يتحول الكيان الإنساني مظهراً لقول اللّه عز وجل: (قل إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه رب العالمين).
إذا غاب العقل وغلبت الشهوة ودنا الذنب وسكر القلب، تذكر: اللّه معي، اللّه ناظري، اللّه شاهدي.
إذا غاب الرقيب وفُقد الشهيد ونامت العيون، تذكر : اللّه معي، اللّه ناظري، اللّه شاهدي.
:'')
اللهم انك عفو تحب العفو فاعفُ عني 🤍
قرأت نصًا فخمًا لناثر أديب، فسألته: لمَن قرأتَ قبل أن تكتبه؟
وظني أن يذكر الجاحظ مثلًا، ففوجئت به يقول: للشيخ البوطي رحمه اللّه!
وجمال بيان سيدي الشيخ البوطي لا يخفى على من طالع مصنفاته مع عدم الإخلال بالحقائق العلمية، وهذا من حسناته رحمه اللّه.
-شوارد الأفكار-
" عليك ألا تصمت عن الكلمة الدافئة مهما بدت صغيرة وبسيطة، وألا تحبس حديثًا ناعمًا في صدرك، لا تتخيل كيف يمكن أن تُضيء كلماتك جوف أحدهم، ترحل أنت وتظّل هي معه ."